تصدر عن مؤسسة صحيفة المشهد الإخبارية للنشر الالكتروني
ذات مرة كنت طالع من أبها في رحلة للدمام الساعة ٦ وثلث صباحاً وماشي من نجران مواصل حاسب حسابي إني بانام في الطيارة وحينما هممنا بالصعود تفاجأت بأحد الأشخاص يقول لي ممكن توصل العجوز معك لمطار الملك فهد وبيكون في استقبالها شيبتها تلعثمت ومن فرط الشهامة قلت له أبشر وداخلي بقول ياولله النشبة العجوز تلك كانت تحمل في يديها كيسين كبيرين واحد منها فيه علبة حلوى وورد والأخر تنبعث منه رائحة المُر واللبان والبخور يعني عطارة متنقلة وواضح على الكيس أسم أشهر محلات العطارة بنجران عرفت لاحقاً أنها ذاهبة لزيارة ابنتها ( جايبه مولود ).. بعد صعودنا للطيارة اجلست العجوز بجانب عائلة وجلست أنا في الجهة المقابلة بعد قليل نادتني العجوز وناولتني كيسة العطارة وابقت كيس الحلوى معها قالت خله معك هممت بوضعه في المكان المخصص لحفظ الأمتعة فصاحت فيني لا لا ماعادك بمحتال تمسكه ذي الخطوة ؟؟ قلت ياوالله البلشة وامسكت الكيس وكان يجلس بجانبي شخص أجنبي يبدوا أنه من عمال المناجم او الشركات لأنه عرف مابالكيس من خلال حاسة الشم لديه اقلعت الطيارة والكل .. الكل خلد للنوم الا العجوز هذه أنا مرهق ولم استطع النوم من هذا الكيس البلوى رائحته قوية والمكان ضيق وهي ترفض وضعه في المكان المخصص حتى تخيل لي انه يحوي سبائك ذهب المهم الكيس نصفه في حضني كأنه طفل رضيع والنصف الأخر جاثم على صدري والنوم يغلبني وعين على الكيس وعين على العجوز لعلها تنام ولكن هيهات حسها من كيسها الذي بحوزتي دخلت في نوم عميق من التعب وسقط الكيس اسفل المقعد لتنكب أحد العلب البلاستيك في ارضية الطيارة وتحت اقدام اصحاب المقاعد أمامي وخلفي وبجانبي كانت العلبة تلك تحوي بخور رائحته قوية جداً ازكمت انفاس الجميع البعض مررها والبعض اشتكى للمضيفين لم اكن اعلم كنت نائم من فرط التعب واستيقظت على يدٍ تشدني بقوة حتى كدت اقع في الممر إنها يد العجوز وصلتها حبيبات البخور وعرفتها صاحت فيني بالقول الله يطفي ضوك ياولدي ماطاعك تمسك الكيس ذي الخطوة صحيت وافتكر إني في بيتنا نسيت من السفر ومن العجوز ومن الكيسة فتحت عيوني لارى المضيف بنفسه يلتقط قطع البخور والركاب يساعدوننا في جمعها لمن وجد تحت اقدامه شيئاً منها رأفة وشفقة فيني مما شاهدوه من إهانة وسب وقذف من تلك العجوز سليطة اللسان ويفكرونها أمي وأنا ساكت وصابر ومحتسب ،، شدت الكيس من يدي قلت ابركها من ساعة لكن كنا على مشارف الهبوط هممنا بالنزول من الطيارة تاركين ماتبقى من حبيبات البخور قاصدين صالة القدوم لكن تلك العجوز لم تتحرك من مقعدها ناديتها ردت علي بالقول ويش معجلك قد يومك حلى ،، عدت الى مقعدي ولم ننزل الا مع صعود عمال النظافة للطائرة وصلنا لصالة القدوم ننتظر أحد يأخذ العجوز واخلص لكن الوقت طال أكثر من نصف ساعة وبعدها إذ برجل تجاوز منتصف العمر يبادر بالسلام ويتناول من العجوز الأكياس قلت الحمد لله فُرجت هذا شيبتها ،، ولكن المفاجأة الغير سارة أن الرجل تناول هاتفه المحمول ليكلم شخص أخر ويقول له لا عاد ترجع الرجال بيوصلنا في طريقه ،، قلت في نفسي كملت ..كملت بادرني الشايب بالقول : عندك سيارة او بتأخذ تاكسي ؟ ولم يسألني عن وجهتي أنا الضعيف المسكين المبتلى قلت لا هذه ولاتلك !! قال : فيش بتجلس في المطار قمة الغلاسة !! تداركت الأمر وقلت لا والله أنا متعود اخذ سيارة ايجار قال : عاد هذا أبرك واخذ هو والعجوز في مرافقتي خايفيني أهرب !! سألته وين بيتكم ؟ قال برحيمة !! قلت وأنا وجهتي الدمام أيش رأيكم أخذ لكم تاكسي ؟؟ المشوار بعيد قال لاوالله ماتروح الا بعد ماتشرف بيتنا حلفت له باغلظ الايمان بأنني لا أريد أكل ولاشرب ومشغول واخذت اترجاه يفكني من هذا الموقف بادرني بكلمة علي الطلاق ماتروح فكرت في حال هذه العجوز واكياسها إذا هربت وتركتهم يمكن يطلقها واخذ ذنبها،، ركبنا السيارة وبمجرد ان اخذوا اماكنهم قامت العجوز تسرد له قصة الكيس الذي سقط واخذوا يستهزئون ويتندرون وكأني اصغر عيالهم الطريق من الدمام إلى رحيمة مسئولية الشايب مع تدخل احياناً من العجوز التي كانت في غير محلها تفكره طريق الفيصلية ،، وصلنا للبيت بعد مشقة كان الجو بارد جداً وضباب كثيف تركوني بالسيارة لاكثر من نصف ساعة ومن ثم اذنوا لي بالدخول مكرهاً وجدت في استقبالي حوالي ١٣ طفل والشايب واخر شباب جميع هؤلاء الاطفال يتسابقون في صب وتقديم القهوة أصر أحد الصغار أن يقدم لي القهوة غصباً عني علماً بأنني اطالعه بنص عين من النوم والارهاق وبعد ان اقترب مني اهتز الفنجان من يده فرماه في حضني شعرت بالدفء والحرج حيث ضحك جميع الاطفال وجدهم معهم قلت ربي فرجها حينها تعذرت بهذا الموقف بأنني سوف أذهب للمغسلة لأضع ثوبي ليكون جاهزاً بعد الغداء خرجت من ذلك البيت وكأنني خارج من سجن غير مصدق أن رياح الحرية تهب علي من جديد هربت وتركتهم وغداهم وقهوتهم وتمنيت لو أنني سافرت على أقدامي بدلاً من تلك الرحلة المشؤومة
. حسين عقيل
“نجران نيوز”
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
ندوة الامتياز التجاري بجدة : السوق السعودي يتميز بمناخ استثماري مميز وبنية تحتية متطورة
“التقاعد” تعلن تمديد الصرف للمعاشات التقاعدية للمستفيدين المقرر إيقاف معاشاتهم
مصدر مسؤول بوزارة الداخلية: منع التجول والتنقل الكلي وعدم الخروج من المنازل في أحياء (الشريبات، بني ظفر، قربان، الجمعة، جزء من الإسكان، بني خدرة) بالمدينة المنورة ابتداءً من اليوم الجمعة
وزارة الخدمة المدنية ترتدي ثوبها الجديد كمنظّم وممكن ومراقب للجهات الحكومية… اليوم الخميس القطاع الحكومي على موعد مع بدء تطبيق اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في الخدمة المدنية
وزارة المالية تعلن موعد بدء مهام عوامل جباية زكاة الأنعام للعام 1440 هـ
تعادل الهلال وأُحد في الجولة الـ 24 من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لكرة القدم
ميادين وشوارع نجران تتزين باللون الأخضر والأعلام احتفاءً باليوم الوطني الـ ٨٩
مصر تستعد للإعلان عن كشف أثري كبير وتحدد الموعد!
حشود غاضبة ترشق دورية تركية روسية بالحجارة في سوريا
الشيخ خالد ال رشيد يحتفل بزواج ابنه فيصل
2021 كل الحقوق محفوظة لصحيفة المشهد الإخبارية Al Mshhadnews تصميم وتطوير Daisy Design
تذكرني
تسجيل حساب جديد
أدخل رابط التحويل
أو قم بالربط مع محتوى موجود