عن الكاتب

إخبارية شاملة تصدر عن مؤسسة صحيفة المشهد الإخبارية للنشر الإلكتروني

ظهرت الحاجة إلى التعلم المتمركز حول الطالب نتيجة عوامل متعددة، لعل أبرزها حالة الحيرة والارتباك التي يشكو منها الطلاب بعد كل موقف تعليمي، والتي يمكن أن تفسر بأنها نتيجة عدم اندماج المعلومات الجديدة بصورة حقيقية في عقولهم بعد كل نشاط تعليمي تقليدي، وكذلك وجود فجوة بين حاجات ومتطلبات المجتمع وطبيعة العملية التعليمية وطرق التدريس التى تعتمد على الحفظ والتلقين وليس على تنمية مهارات الطلاب. ومن ثم كان لابد من الوصول الى طرق تدريس تلبى حاجات المجتمع والطالب فكان التعلم المتمركز حول الطالب والذى يتميز بأنه الطالب محور العملية التعليمية.
التعلم المتمركز حول الطالب هو ذلك التعلم الذي يستلزم قيام الطالب بممارسة بعض المهام في الموقف التعليمي، والاعتماد على ذاته في الحصول على المعلومات واكتساب المهارات، والتركيز على التفكير وحل المشكلات والعمل الجماعي، أكثر من مجرد الاستماع إلى شرح المعلم.
وتعتمد فلسفة التعلم المتمركز حول الطالب على النظرية البنائية، والبنائية في أبسط توصيفاتها هي أن يبني الطالب معرفته من خلال تفاعله المباشر مع مادة التعلم وربطها بمفهومات سابقة وإحداث تغييرات بها على أساس المعارف الجديدة بما يتحول إلى عملية توليد لمعرفة متجددة، على أن يدعم الطلب ما بناه بحوار مع المعلمين والزملاء.
وفلسفة التعلم المتمركز حول الطالب قائمة على بناء المعرفة من جانب الطالب نفسه، بطريقة فاعلة وذات معنى، من خلال توظيف خبراته السابقة، والتفاوض الاجتماعي مع الأقران، مع التأكيد على الدور النشط للطالب في وجود المعلم الميسر لعملية التعلم، ومن خلال بيئة تساعد على التعلم.
ويسهم التعلم المتركز حول الطالب في تحقيق العديد من الأهداف، مثل: الكشف عن ميول الطلاب وإشباع حاجاتهم، ودعم ثقتهم بأنفسهم، وتشجيعهم على اكتساب مهارات التفكير العليا، وتمكينهم من اكتساب مهارات التعاون والتفاعل والتواصل مع الآخرين، وحثهم على ممارسة الأعمال الإبداعية، وزيادة رغبتهم في التفكير والبحث، وتحقيق التعلم حتى الإتقان.
ويقوم التعلم المتمركز حول الطالب على مجموعة من الأسس، من أهمها: المشاركة الإيجابية من جانب الطالب في الموقف التعليمي، وتشجيع التعاون بين الطلاب أثناء الموقف التعليمي، وربط التعلم بحياة الطالب وواقعه واحتياجاته واهتماماته، وتفاعل الطالب مع كل ما يحيط به في بيئته، والانطلاق من استعدادات الطالب وقدراته، وإشراك الطلاب في اختيار نظام العمل وقواعده، وإشراك الطلاب في تحديد أهدافهم التعليمية، واستخدام استراتيجيات التدريس التي تتناسب مع قدرات الطلاب واهتماماتهم وأنماط تعلمهم، وإشاعة جو من الطمأنينة والمرح والمتعة أثناء التعلم، وقيام كل طالب بالتعلم حسب سرعته الذاتية، وتنوع مصادر التعلم، وتقديم تغذية راجعة مناسبة لأداء الطلاب للمهام التعليمية، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، والاعتماد على تقويم الطلاب أنفسهم وتقويم الأقران.
ويتطلب التعلم المتمركز حول الطالب من المعلم القيام بالعديد من الأدوار، منها أنه: محفر ومشجع للطلاب وأفكارهم، وميسر ومبسط للمعلومات والمفاهيم والمواقف، ومخطط للعملية التعليمية بمعاونة الطلاب، ومشجع لاستقلالية الطلاب ومتقبل لمبادراتهم، ومصمم للأنشط التعليمية المختلفة بمعاونة ومشاركة الطلاب، وملاحظ لما يفعله الطلاب داخل الفصل الدراسي، ومقوم ومصحح للمعلومات والسلوكيات، وداعم لدافعية الطلاب للتعلم، ومصدر لتزويد الطلاب بالتغذية الراجعة المناسبة لأدائهم.
أما عن دور الطالب فهو: مشارك فى الأنشطة والمواقف والآراء، وباحث عن المعلومات، ومشارك في التخطيط للعملية التعليمية مع معلمه، ومشارك في تنظيم بيئة التعلم، ومبادر بعمل أنشطة من صنعه، ومتحمل لمسئولية تعلمه، ومبادر بطرح أسئلة ناقدة ترتقي بمعارفه، وممارس للتفكير والتحليل في حل المشكلات التي تواجهه، ومقدم لحلول مناسبة للمشكلات التي تواجهه في الحياة، ومقوم ومصحح لغيره من الطلاب أثناء عمل المجموعات، ومبدع وناقد للأفكار، وباحث عن طرق جديدة لحل المشكلات التي تواجهه، وممارس القيادة بالتناوب مع غيره من الطلاب، ومنجز أعماله في مواعيدها المحددة سلفاً.
وفي ضوء ما تقدم يمكن القوم بأنه توجد العديد من الاختلافات بين التعلم التقليدي والتعلم المتمركز حول الطالب، ففي التعلم التقليدي: المعلم محور العملية التعليمية، ونواتج التعلم غير معلنة للطلاب، وغالباً ما تكون نواتج التعلم مقتصرة على الحفظ وتذكر المعلومات، ويتم التعلم بشكل فردي، ويجعل الطالب دوره سلبي أثناء عملية التعلم، ويعتمد على استخدام استراتيجيات تدريس تلقن المعلومات للطلاب، وفيه محدودية لاستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، وفيه يتحكم المعلم في ضبط وإدارة الفصل الدراسي، وفيه مصادر التعلم محدودة وتعتمد على الكتاب المدرسي والمعلم، والتقويم فيه إجراء لإاصدار حكم النجاح أو الفشل على الطالب. أما في التعلم المتمركز حول الطالب: فالطالب محور العملية التعليمية، ونواتج التعلم معلنة للطلاب ويشاركون في تحقيقها، وتتضمن نواتج التعلم مهارات عقلية عليا، ويتم التعلم بشكل تعاوني بين الطلاب، ويجعل التعلم نشطاً وإيجابياً أثناء عملية التعلم، ويعتمد على استخدام استراتيجيات تدريس تتحدى تفكير الطلاب، ويتم استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فيه بشكل أوسع، وفيه يشارك الطلاب في تحديد قواعد الضبط وإدارة الفصل الدراسي، وفيه مصادر تعلم متنوعة (تتضمن البيئة – المكتبات – الإنترنت)، والتقويم فيه إجراء لاكتشاف نواحي القوة والضعف عند الطالب.
.
صحيفة المشهد الإخبارية*

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

«لا يتطلب جهداً»… مفهوم صيني عمره 2000 سنة يجعلك أكثر نجاحاً

الجمعة, 26 يوليو, 2024

توكلنا»: إضافة هويات وجوازات المحتضنين لمن أعمارهم 18 سنة أو أقل

الجمعة, 26 يوليو, 2024

دراسة تحدد عدد ساعات استخدام الأطفال للهاتف أسبوعيا

الجمعة, 19 يوليو, 2024

«ساما»: أنظمة المدفوعات والبنوك في السعودية لم تتأثر جراء العطل التقني العالمي

الجمعة, 19 يوليو, 2024

Xiaomi تطلق هاتفا مجهزا بأفضل الكاميرات والتقنيات

الجمعة, 19 يوليو, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً