تصدر عن مؤسسة صحيفة المشهد الإخبارية للنشر الالكتروني
لعل أكثر تقييم يمكن أن يختصر السياسة الأمريكية في أوكرانيا، هو تعثرها في إدارة ملف علاقاتها مع إيران، وهي الدولة الفاشلة المحاصرة منذ 40 عاماً، ومع ذلك تقف واشنطن حائرة أمام مجموعة من بائعي الأوهام وحاضني الإرهاب محاولةً استرضاءهم، فكيف تستطيع واشنطن أن تُرضخ الدب الروسي الذي يفوق الغرب بديناميكيته وحرية حركته السياسية وسرعة مبادرته.
هناك سؤال فرضته الأزمة يقول: اين ستقف أمريكا بعد أوكرانيا، إذ يذهب الكثير إلى أن لا حرب هناك، وانما فرض إرادة سينتصر فيها بوتين، كما انتصر في القرم، فأوكرانيا ليست كوبا، ولا بايدن هو كيندي ولا المؤسسة السياسية والأمنية الحالية تشبه تلك المؤسسات العميقة التي كانت تحكم أمريكا وقتها.
وإلا كيف يمكن تفسير غرق العملاق الأمريكي إلى أذنيه في مفاوضات عبثية مع الرجعي الماضوي خامنئي، الذي لا يزيد على مجرد كاهن في معبد، ومع ذلك يسعى بايدن وإدارته لإرضائه وردم أخطائه، وإرسال الأموال له، وتحقيق طموحه النووي الذي لا يستحقه، وفي الوقت نفسه يريد سيد البيت الأبيض أن ينتصر على بوتين ابن أعرق أجهزة المخابرات في العالم، وهو السياسي المحترف القادر على السير على حبال السياسة بكل سلاسة.
لبايدن نقول: من يتعامل مع شركائه بقفاز من حديد، ومع أعدائهم بقفاز من حرير، سيبقى معزولا ليس في مواجهة روسيا فقط بل في مواجهة أزمات الطاقة والأمن الدوليين، فأمريكا التي كان العالم يعرفها تغيرت وتدهورت بعدما استسلمت لأهواء ورغبات اليسار المنحرف الشاذ المتحكم في مواخير هوليود ونيويورك وواشنطن، وأصبح السياسي الأمريكي ملزما باتباع تعليماتهم وقراءاتهم المجتزأة للحكومات والأحداث والشعوب، فأمريكا لم تعد تُقيم علاقاتها مع حلفائها ولا شركائها بعقلية الكبار، ولا بقيم القوة العظمى، بل بنزوات يساري متطرف.
بالطبع أمريكا ستبقى أكبر قوة عسكرية عرفها التاريخ الإنساني، ولا يمكن مقارنة كل الجيوش والقوى حول العالم معها، فهي تمتلك لوحدها عشرة أضعاف أي جيش آخر، لكنها عملاق بلا عقل، لذلك نبه بوتين الجميع، أن خياره النهائي هو النووي، لأنه من غيره لا يستطيع الوقوف أمام الآلة العسكرية الغربية.
بوتين هو أعقل سياسي في الأزمة الراهنة، على عكس ما يصوره الإعلام الغربي، وكأنه يقول لنظرائه في الغرب: القوة لا تصنع سياسة، ولا تغير مسارا، في هذا الزمن، دعونا نحل الأزمة في حدودها اليوم، ولا نقبل دخول أوكرانيا للناتو، لأن حلها مستقبلا سيكون كارثيا، فالحل اليوم أقل كلفة من حرب نووية.
وأخيرا.. هل سيكون العالم تحت إدارة عالم ثلاثي الأقطاب (الصين أمريكا روسيا) أم (روسي، أمريكي)، كل ذلك وارد، لكن العجز الأمريكي وصل لمرحلة العناية المركزة، فروسيا تبقى محسوبة على الغرب، واستعداؤها ومحاربتها سيسهلان الطريق واسعا أمام بكين، وكأن الأزمة في شرق أوكرانيا هي أزمة ضرورة، فالعالم إثر تراجع قيادة أمريكا أضحى في حاجة ملحة لأزمة كبرى تعيد إنتاج تحالفات، وقيم سياسية، وحدود أمنية، تؤسسها قوى عظمى جديدة تعيد التوازن للعالم
“نقلا عن عكاظ”
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
Δ
يحتوي على عديد من الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم بشكل يومي يعزّز المناعة ويقاوم السرطان.. 8 فوائد مذهلة لـ “عصير الجزر”
وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تتيح خدمة التقرير الشهري عبر منصة “قوى”
وزارة العدل : الدخول للمحاكم وكتابات العدل بموعد.. وأكثر من 100 خدمة متوفرة عن بُعد
إعلان بدء إجراءات قبول الطلبة للالتحاق بدورة تأهيل الضباط الجامعيين (49) بكلية الملك فهد الأمنية
منظمة التعاون الإسلامي تشارك في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
بعد 6 سنوات وفشل الخبراء.. شاهد رجلاً يحرّر رقبة التمساح العملاق
الفيصلي يتجاوز الأهلي في “الجولة 25” من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين
افتتاح وتشغيل 3 قيادات و8 مراكز لانطلاق دوريات أمن الطرق على طريق المزاحمية بيشة
دراسة أمريكية تحذر من خطر محتمل لصبغة الشعر على “حياة” النساء
“الغذاء والدواء” تؤكد خلو المملكة من تشغيلة بودرة أطفال جونسون التي تحتوي “أسبيستوس”
2022 كل الحقوق محفوظة لصحيفة المشهد الإخبارية Al Mshhadnews تصميم وتطوير Daisy Design
تذكرني
تسجيل حساب جديد
أدخل رابط التحويل
أو قم بالربط مع محتوى موجود