عن الكاتب

كاتب "صحيفة المشهد الإخبارية"

– في المعركةِ

شجعته على القتال
نجا من طعن السيوف ،
وأصابهُ سهم عينيها في مقتلٍ

كان لـ المبادرة الجميلة لـ هيئة الأدب والنشر والترجمة باستقبال المسافرين في المطارات بجهاز إلكتروني لـ الإبداع القصصي احتفالًا باليوم العالمي لـ القصة القصيرة ، كان بمثابة الإشراقة لنشر ومضات قصصية لأُدباء ومثقفين عاشوا في كنف القصة وخلعوا غطاء أقلامهم أشبه بقُبعة التحية لمنشوراتهم الجميلة .

لم تكن هذه المبادرة الرائدة عادية ، بل فكرة أخاذه جاءت خارج الصندوق واحتواء لفن أدبي جميل بطريقة ابتعدت عن النمط التقليدي وتقديم الثقافة السعودية في قالب يتناسب مع العصر الحديث من خلال استثمار المواقع الحيوية مثل المطارات ، لتوفير خيارات إبداعية وتفاعلية لنشر المنتج الأدبي بين أفراد المجتمع ، من خلال القصة القصيرة بشكل مجاني ويحسب الاحتياج الزمني ، وهذا ما ظهر من خلال فن القصة القصيرة جدا ( الومضة ) .

ونحتفل اليوم الرابع عشر من فبراير بتتويج القصة القصيرة في العيد العالمي لتاريخها التي لم تسقط سهوا في قاموس الأدب السعودي بل ارتفعت زهواً ، وأضحى الفن من خلال المبادرة ذا بٌعد ثقافي لفن أدبي من فنون لغة الضاد بالإبداع السردي المكثف الذي يروي مشاعر الناس بكلمات مقتضبة مشوقة وقوالب سردية في الحوار أشرقت شمس ميلاده في يوم عيد الحب الخاص باحتفاله .

فنجد أن القصة في العصر الحديث لـ الأدب السعودي طرقت الفن بطريقة متفردةّ في حقبة زمنية سابقة حتى خفت بريقها في أعوام مضت رغم الكيف في عدد المثقفين والأدباء الذين يشار لهم بالبنان وأبرزهم على سبيل المثال الدكتور منصور الحازمي الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب وصاحب كتاب فن القصة في الأدب السعودي الحديث الذي ترجم إلى اللغة الصينية ، بالإضافة إلى عددٍ من الرواد الذين برعوا بأعمال تصدرت في مشاركات متعددة في فن القصة عبر مناسبات ثقافية على مستوى القارئ الخليجي والعربي ، بجودة الحبكة والسرد على سبيل المثال لا الحصر، عبد الرحمن منيف ، أحمد السباعي ،وفاء الحربي ، وفاء الراجح ، عبدالله الناصر ، عواض شاهر ،حسن النعمي ، عبده خال ، كفى عسيري ، خلف القرشي ، جابر مدخلي ، مسعدة اليامي ، فوزية الشنبري ، خالد اليوسف ،والعديد من رواد فن القصة وتوالت المحاولات لـ إنعاش الفن الأدبي من غياهب الموت وانتشاله من جلباب الرواية والمقالة والخواطر الأدبية فانبرى العديد ممن يجد فن القصة علمًا قائمًا بذاته بوضع قدم صدق في عالم الأدب ، خاصة أنه من الصعوبة بمكان كتابة القصة اذا كان الكاتب خالٍ من الاختزال الفكري واتقاد الذهن والفكر معاً ، ماجعل الكثير يدلف باب القصة هرباً إلى سماء فن الرواية الأرحب الذي يعطي المجال الأكبر في صفحات تتعدى المئات بعكس القصة التي قد تبدأ بسطر وتصل إلى صفحات قليلة كثيقة الفكرة .

ف الفن القصصي تفرد بمزايا تشكلت شخصيته الخاصة بعيدًا عن النصوص المفتوحة على مصراعيها التي تنحو بالنص إلى السرد الأدبي أو الخواطر أو المقالة لتضييع بين مطرقة الكتابة الفنية وسندان الكلاسيكية .

وتتحدث كتب التاريخ أن العرب عرفوا القصة منذ الجاهلية وليس مايتردد في عصر التدوين والترجمة من كتب ” كليلة ودمنة ” و ” ألف ليلة وليلة ” ، بيد أن كتب ” الأغاني ” لـ الأصفهاني “وصبح الأعشى ” و ” العقد الفريد ” كانت شاهد عيان في التاريخ أن الفن القصصي ديوان العرب وينبئ بجلاء عما يتمتعون به العرب من خيال ومهارة فنية في الكتابة والعلاقة مع آداب غيرهم من الأمم مثل الأغريق والفرس ، تطورت من خلال الزمن لشغفهم الكبير بالتاريخ والحكايات حول أجدادهم وملوكهم وأبطالهم ومعاركهم بشخصية تناسب الأزمنة .

غير أن مؤسسي القصة القصيرة الأوائل في العصر الحديث انصرفوا إلى كتابة الروايات وتركوا القصة على استحياء لعدة أسباب من حيث النشر أو الإعلام أو تحولات القارى في المجتمع ، ترسخ من خلالها في ذهن القارى والمثقف بأن الرواية هي خارطة الطريق لأن يصبح الكاتب محترف في البناء ووصقل الموهبة ويشار له بالبنان لتتوارى فن القصة مع غيرها من الأجناس الأدبية في غياهب الزخم الإعلامي وتعدد الجوائز ذات النفس القصير .

ويعتبر فن القصة ذو حظوة كبيرة  في الأدب العالمي ” الاسباني ، الروسي ، الياباني وغيرها من الدول التي جعلت من الفن قصب السبق في الريادة وتثقيف الفرد والمجتمع منذ عصور خلت ، وأبرز المبادرات جائزة الأديب الأيرلندي فرانك أوكونور العالمية للقصة القصيرة وصاحب التعريف الأشهر للقصة في كتابة الصوت المنفرد ” الوعي الحاد في وحشية الإنسان ” فضلاً عن كتاب القصة العالميين أمثال الروسي أنطوان تشيخوف ، نيقولاي غوغل ، والياباني ياسو ناري الفائز بحائزة نوبل عام ١٩٦٨ م والبوسني ايفو أندريتش ، وغيرهم ممن أوجد الشخصية لـ القصة القصيرة وعدم تمييعها بين الأجناس الأدبية رغم طرقهم لـ الفنون الأخرى .

فالقصة هي اللغة السائدة التي مهما اختلفت الإمكانيات وظروف المكان تبقى لغة التخاطب في كل زمان ومكان ترتق اتساع الفجوة الزمنية بين مثقفي وقراء العالم بلغاتهم المختلفة بشكل جميل تجعل من الفن أيقونة نادرة .. وسؤال ، من بين الأجناس الأدبية .. استفتِ قلبك !

ماجد حيدر آل هتيلة | نجران
@maj1033

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 48 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة

الجمعة, 26 أبريل, 2024

“هيئة النقل” تلزم السائقين في أنشطة النقل بالحافلات بالزي الموحد

الخميس, 25 أبريل, 2024

الهيئة العامة للغذاء والدواء : منتجات «شبيه» الأجبان والألبان والحليب «آمنة».. تخضع للوائح والمواصفات

الخميس, 25 أبريل, 2024

سجناء في فنزويلا حفروا نفقاً لمدة سنة ونصف للهرب.. وفي النهاية كانت المفاجأة!

الخميس, 25 أبريل, 2024

بيان من الديوان الملكي: غادر خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية

الأربعاء, 24 أبريل, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

[fusion_widget type="CRP_Widget" margin_top="" margin_right="" margin_bottom="" margin_left="" hide_on_mobile="small-visibility,medium-visibility,large-visibility" fusion_display_title="no" fusion_border_size="0" fusion_border_style="solid" fusion_align="center" fusion_align_mobile="center" fusion_bg_color="var(--awb-color1)" crp_widget__limit="5" crp_widget__post_thumb_op="text_only" fusion_padding_color="-20px" /]

اضف تعليقاً