صحيفة المشهد الإخبارية

مسعدة اليامي – المشهد – نجران 

البدايات تحمل في طياتها بذور المستقبل والتطور عندما يكون صاحب ذلك العمل الشاق مسلح بالحب والشغف ومع الفطرة السليمة يمتلك إرادة المعرفة والتعرف على كل ما هو جديد وطرح كل ما هو ذو قيمة معرفية ثقافية وذلك في سبيل الوصول لما يصبُ لهُ من أهداف ولا يأتي ذلك إلا من خلال الاعتماد على النفس والصبر والتحمل والانتصار على المستحيل.. ضيف اللقاء قدم التنوع و حرث في كل حقل من الصحافة إلى الإذاعة شاعرا و روائي و ناثراً. لذلك نشرف بأن يكون الأديب فارس عايض اليامي من يحدثنا خلال هذا اللقاء الذي بدئه من الصحافة الورقية.
بداية بسيطة

كيف كانت البداية مع الصحافة؟
بداياتي كانت بسيطة جداً، حيث تمثل ذلك في إرسال بعض ما أكتب الى الصحيفة أو المجلة التي أجد لديها صدى ما يتم إرساله وأتوقع وصوله الى القارئ بالشكل المرضي والصورة التي تناسب رغبتي حين ذاك.. ولا أغفل تأثير شخصية وثقافة المحرر ومدى ارتياحي لما يقوم بنشره على صفحات الملف الذي يقوم أو يشرف على تحريره.

أ. فارس عايض اليامي

الشغف والحب

لماذا دخلت ذلك العالم الموصوف بدنيا المتاعب؟
عندما يتواجد الشغف والحب لأي شيء في هذه الحياة مهما كان في ذلك من مصاعب أو تعب أو عقبات، فإن المحب لا يمكن أن يلمس في ذلك ما يراه غيره من الجوانب السلبية؛ بل على النقيض؛ قد يتلذذ باجتيازه تلك العقبات ويرى في وجودها والعراك معها تحدياً يشحذ همته للتغلب عليها أو حتى عدم الشعور بوجودها.

عاصرت الكثير وشغلني النجاح
ماذا عاصرت من جولات الصحافة السعودية في ذلك الوقت؟
عاصرت كغيري ، الكثير والكثير مما لا يخفى على كل لبيب وكل صاحب تجربة أو تجارب ؛ حيث كان هناك كما في سائر الأوساط .. الكثير من الجوانب السلبية التي لو تتبعها المهتم لن يحقق ما يصبو اليه وستشغله عن الكثير مما قد يحققه من نجاحات وإبداعات، فكما لا يخفى عليك أستاذة مسعدة.. هناك بعض الأشخاص الذين يسوؤهم تميز أعمال غيرهم فيسعون جاهدين الى محاولة التقليل من شأن الشخص أو ما يقدمه من نجاح أو تميز أو تفرّد نتيجة إخلاصه وتفانيه وعدم إرتكائه على من يقوم بمساعدته أو القيام عنه (خلف الكواليس) بما ينسب إليه مما لم يقم به أو حتى ربما لا يعلم كنه ذلك العمل الذي نُسب اليه، فتصيبه نجاحات الآخرين العاملين المجدين المخلصين في مقتل. يطول الحديث عن مثل تلك الحالات، ولكن لا داعي لأكثر مما تم التلميح والإشارة اليه.

لا اتنازل عن الشرق الأوسط
أي الصحف التي كانت تلازمك يوميا وما معدل قراءتك؟
تقريباً: جميع الصحف المحلية وبعض الإقليمية في تلك الحقب من الزمن، إلا أن توزيع الصحف في ذلك الوقت كان يتأخر فيه وصول بعض الصحف فلم يعد للبحث عنها أهمية لتشابه الخطوط العامة بين الصحف آنذاك.. إلا أنني كنت أحرص كثيراً على قراءة الرياض، واليوم، والجزيرة وعكاظ والوطن إضافةً على عدم التنازل عن جريدة الشرق الأوسط التي كانت تشكل جزءاً هاماً من اطلاعي اليومي على الصحافة٠

تعلمت بالفطرة
بمن تأثرت في الصحافة السعودية والعربية وكيف كنت تعمل على تدريب نفسك على الكتابة الصحفية؟
حقيقةً؛ لم أتأثر بكاتب بعينه، ولكن كان يعجبني كثيراً قلم وجهد وجدية ودبلوماسية بعض الأسماء مثل: تركي العبد الله السديري؛ يرحمه الله.. وأحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية. أما كيف كنت أدرب نفسي على الكتابة الصحفية، فللحقيقة لم يكن هناك أي تدريب أو دورات أو ما شابه ذلك .. كل ذلك كان بالفطرة والموهبة الربانية.

الرموز الصحفية بنجران

حدثنا عن بداية الصحافة بمنطقة نجران ومن كان معك في ذلك الوقت و هل كنت كثير السفر؟
حقيقةً ، لم أمارس العمل الصحافي في منطقة نجران ؛ البتة ، لبعدي أولاً عنها و لوجود بعض الأسماء الجيدة آنذاك ممن خدموا المنطقة إعلامياً يتقدمهم أ. علي عون و سالم سلبع و عبدالله مشبب و صالح صوان.

يصعب العمل على جمعة لأسباب عدة

ما اللقاءات والحوارات التي قدمت وكون أعمالك الصحفية قبل ثورة النت هل تفكر أن تجمع ذلك في كتاب؟

اللقاءات والحوارات.. سواءً كنت فيها المحرر أو الضيف؛ عديدة ومتنوعة إعلامياً ما بين صحافة ورقية أو برامج تلفزيونية أو إذاعية.. محلياً وخليجياً وحقيقةً لم يخطر شيء مما ذكرتِ على البال ومن الصعب جداً القيام بذلك لوجود تلك المواد في أرشيف مصادرها المختلفة وصعوبة البحث عنها واستعادتها ولعدم الوقت الكافي للتفرغ لذلك ولعدم وجود الدافع والرغبة والاستعداد النفسي والصحي لعمل ذلك، على الرغم من جمعي لما استطعت جمعه من عمود صحافي كنت أكتبه مرة في الأسبوع بعنوان (عبق) في جريدة الرياضي وأرفقته في كتاب مع مسرحية (قس بن ساعدة) فالكتاب يحمل اسم المسرحية.

قراء لما يرد من رسائل
هل كان المجتمع بمنطقة نجران مع الصحافة وهل كان في ذلك الوقت قراء وكيف تتعرف على قراءك؟
مجتمع نجران بشكل عام يحب الاطلاع والقراءة، وقد تجدين الإجابة بشكل أدق لدى شركة توزيع الصحف أو مكاتب الصحف من خلال إحصائيات التوزيع.
أما الجزء الثاني من السؤال؛ أستطيع القول أن ذلك كنت أستشفه من خلال ما كان يرد الى مكتب الجريدة من رسائل بريدية أو فاكس أو اتصالات تليفونية وقتذاك.

ما أهم المواضيع والاخبار التي كنت تنافس على نشرها وهل كان هناك منافسة على كتابة الخبر وملاحقته؟
حقيقةً لم يكن عملي في الصحافة كمراسل للجريدة أو محرراً للأخبار أو مديراً للتحرير أو أنني كنت متفرغاً للعمل الصحافي كوظيفة حتى أقوم بمثل ذلك، وإنما كان يقتصر عملي كمتعاون بالإشراف على تحرير ملف ( الأدب والشعر الشعبي) والذي كان يصدر مرة واحدة بالأسبوع ؛ ويتضح من خلال عنوان الملف الاهتمام بأخبار الشعر والشعراء وأخبار أمسياتهم وأنشطتهم الشعرية وتعاوناتهم الفنية وإجراء اللقاءات الصحافية معهم ونشر إبداعاتهم من شعر وكتابة ومثل ذلك . فقد كان العمل متخصص في الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص٠

اختلاف وتشابه في ذات الوقت
كيف ترى الاختلاف في الاعداد للصحافة والإذاعة؟
من المؤكد وجود الاختلاف الكبير.. أقول ذلك بوجه عام وبغير نظرة تخصصية، مع وجود التشابه الكبير من حيث الإعداد للقاء الإذاعي والصحافي، ولكن من حيث الإعداد (للعمل) فمن المؤكد وجود الفوارق التي تحتاج الى تخصصية من يقوم بذلك.

أخذ وأعطى
كونك كتبت الشعر والصحافة والرواية وأدب الرحلات ذلك التنوع الأدبي ماذا قدم لك وماذا أخذ منك؟
أخذ مني الكثير وكأنما هو المعطي.. فأخذ الجهد والوقت والفكر والمال والراحة وبعض القيام بالواجبات الأسرية والاجتماعية.. وأعطاني حب الآخرين ومتعة الشعور بالعطاء وتحقيق الذات٠

فكرة سريعة تبحث عن تجاوب

حدثنا عن وثائقي غابات بدر الجنوب وما تلك الغابات التي كتبت عنها في عمل مرئي؟
(غابات بدر الجنوب) ؛ فكرة تكاد تكون ارتجالية عن إعطاء فكرة مبسطة تشير إلى بعض المواقع الجديرة بالاهتمام من قبل الجهات المعنية بالسياحة والبيئة ، فقمت بجولات بسيطة وثقتها بالصور والكتابة للإشارة فقط بلمحات عاجلة وبسيطة من غير أي تكلف ؛ تهدف الى التعريف بتلك المواقع كتوطئة لأي دراسة فعلية بشكل أعمق وأكثر توضيحاً ودقة .. وقد دعوت من خلالها من يستطيع القيام بذلك سواء كان جهة رسمية أو شخصية.

إلا من أغترف غرفة بيده
لك دراسة بعنوان امتهان الشعر كسلعة تجارية فكأن تلك العتبة تحمل بين طياتها عتب كبير أوضح لنا رؤيتك من وراء ذلك؟
كما يعلم الجميع؛ الشعر فروسية وإباء وشموخ وهو ما يميز شخصية الإنسان العربي ويصوّر آماله وألأمه ويؤرخ له أحداثه؛ حتى دخلت اليه عوامل التعرية عن طريق من جعل منه وسيلة هابطة لكسب المال أو حتى ربما لاستخدامه كأداة فعالة لما يسمى (غسيل الأموال) بتنفيذ وإعداد بعض البرامج التلفزيونية التي جعلت من الشعر والشعراء مواداً قليلة الملح والدسم ظاهرها خدمة الشعراء وباطنها يحبس في جوفه الكثير والكثير من مالا يخفى على كل لبيب .
أحببت من خلال تلك الدراسة لفت انتباه من لم يعلم كُنه تلك التعاريج ولم أوجهها إلى من يتغافل ويغمض عينيه أو ربما يكون ممن يتّبع مفهوم
( …….. إلا من اغترف غرفة بيده)!

لم أشعر بذلك الاختلاف
المعروف عن الصحافة وكتابة الرحلات أنها مواد في المقام الأول معلوماتية وقد يقال مواد جامدة بخلاف السرد والشعر، كيف أحدثت ذلك التوازن وأيها أقرب إليك؟
كل ذلك من الوجدان والرغبة والميول، بالإضافة الى ما يهبه الله ويخص به بعض مخلوقاته.
لم أحس بأي اختلاف في ذلك حتى أبحث له عن الموائمة؛ إلا أنني أرى نفسي فيما حباني به الله من موهبة الإحساس العاطفي الصادق والمتمثل في التعبير عما يختلج بالنفس بكل شفافية ووضوح ونقاء.

لم تعد لدي الاستطاعة على الطباعة
ماذا تقول لنا عن روايتك الردي ومسرحية قس بن ساعدة وهل هناك قادم في عالم الادب؟
رواية (الردى) أتت من أحضان المجتمع ومن عمق علاقات أفراده وجماعاته وتصويرها ببساطة وبشكل مباشر دون أي محاولة للخروج بالنص الى حقول اللغة وتراكيب الجمل الأدبية الباذخة، حتى تكون نقداً مباشراً يصل الى أولئك البسطاء الذين لا يحتاجون الا الى مرآة تعكس بكل وضوح جميع الندبات والبثور التي قد لا تتم ملاحظتها بعد محاولة اخفائها برتوش المكياج.
أما مسرحية (قس بن ساعدة) فقد أتت فكرتها عندما كان يقام مهرجان منطقة نجران؛ الذي كان يجمل اسم تلك الشخصية النادرة العملاقة، فتم طرح الفكرة أثناء أحد اجتماعات مجلس ادارة نادي نجران الأدبي؛ وقمت بكتابة ذلك العمل الا أنه لظروف لا أعلمها تم تأجيل إقامة المهرجان من سنة الى أخرى حتى توقف المهرجان أو تم تأجيله الى أجل غير مسمى فقمت بطباعة العمل حفظاً للحقوق الأدبية.
أما عن السؤال عن الجديد.. فمن المؤكد أن النشاط الأدبي كونه شيئاً من الفطرة لن ينقطع مادام التنفس بالروح التي وهبها الله شيئاً من ذلك، ولا يعيقه الا انتظار الجهة التي تسعى الى استثمار ما تراه مناسباً؛ حيث لم يعد لدي الاستطاعة المالية ولا الرغبة للإنفاق على الطباعة وغير ذلك مما لا يخفى على ذوي الخبرة في هذا المجال٠

الشعر البوابة العظيمة
حدثنا عن الشعر كتابة وقيادة وإشراف على الصفحات الشعبية وكم ديوان شعر خرج للنور؟
الشعر : تلك البوابة العظيمة التي ولجت من خلالها الى عالم الشهرة والعمل الصحافي والأنشطة المصاحبة للمهرجانات والمناسبات الوطنية التي تشرفت بتنظيمها ، أو إدارتها أو الإشراف عليها ، ومن تلك عدة مهرجانات للمنطقة الشرقية ساهمت خلالها بمشاركة كوكبة من زملائي وأساتذتي من كبار الشعراء أمثال خضير البراق وزيد بن راجح البقمي وسالم صليم وغيرهم ممن لايتسع المجال لذكرهم وذلك باستضافة عمالقة الشعر في حينه من أصحاب السمو الشعراء كالأمير خالد بن سعود الكبير ، وقمم الشعر أمثال ضيدان بن قضعان و سلطان الهاجري وفلاح القرقاح والعديد أيضاً من عمالقة الشعر ، وتنظيم وإدارة العديد من الأمسيات الشعرية ، وذلك خلال رئاستي للمنتدى الشعبي بالمنطقة الشرقية .
أما في المجال الإعلامي فقد تشرفت بتحرير والإشراف على ملف ( مورد الظامي) والذي يعنى بالأدب والشعر الشعبي بجريدة (الرياضي) ، ذلك عدا المشاركات العديدة بالكتابة ـ غير المنتظمة ـ بالصحافة المحلية وبالأخص جريدة (اليوم) .
ومن حيث الدواوين الشعرية فقد صدر لي أربعة دواوين ولله الحمد ، هي على التوالي : (الجرح البليغ بركان العواطف ميـثــاق مورد الظامي)

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

الأديب فارس عايض اليامي: الشغف والحب من الدعامات الصلبة في نجاح مشواري مع صاحبة الجلالة

الجمعة, 17 يناير, 2025

الصيام المتقطع: فائدتان رئيستان للأشخاص الذين يعانون من السمنة

الجمعة, 17 يناير, 2025

“المِيزَبْ” و “المشرابْ”.. يبرزان بين الصناعات الجلدية القديمة بنجران

الخميس, 16 يناير, 2025

البنك المركزي السعودي و GOOGLE يوقعان اتفاقية لإتاحة خدمة الدفع GOOGLE PAY بالمملكة خلال عام 2025م

الأربعاء, 15 يناير, 2025

في إنجاز طبي سعودي: تطوير دعامة مبتكرة لعلاج أمراض فقرات الرقبة وتحسين جودة الحياة للمرضى

الثلاثاء, 14 يناير, 2025

ألبوم الصور

كتاب الرأي

اضف تعليقاً

أخبار ذات صلة